قبل موعد الامتحان، اعتمد أغلب الممتحنين على الإطار المرجعي لمراجعة الدروس والتدرب على الأنشطة التي من المحتمل طرحها في الامتحان، من خلال إنجاز امتحانات سابقة من مختلف جهات وأقاليم المملكة، حتى تبينت لديهم فكرة حول طبيعة الامتحان وطبيعة الأسئلة التي ستطرح فيه...
وخلال الامتحان، تفاجأ الجميع، مدرسين وممتحنين، ببعض الأخطاء التي من الممكن تجنبها لو تم إعادة مراجعة الامتحان قبل طبعه وإرساله إلى المؤسسات التعليمية، الشيء الذي يطرح أكثر من تساؤل حول أهمية هذه الامتحانات مقارنة بباقي المستويات الإشهادية الأخرى، واعتباره مجرد أنشطة عادية تطرح فقط لنقول أنه تم اجتياز الامتحانات، دون مراعاة للحالة النفسية للمتعلمين والنظرة المشؤومة للآباء والأولياء حول المدرسة وأطرها.
بل أكثر من ذلك، وخلال عملية التصحيح (تصحيح امتحانات الرياضيات)، تم رصد أخطاء أخرى في ورقة عناصر الإجابة وسلم التنقيط التي يعتمد عليها الأستاذ المصحح أثناء هذه العملية إضافة إلى غياب تام لمعايير التصحيح الدقيقة لبعض التمارين، وهذا دليل قاطع على سوء التنظيم وعدم الاكتراث بالمستوى السادس الابتدائي مقارنة بالمستويات الأخرى العلوية.
ارتأينا الحديث عن هذا الموضوع، ليس بهدف التشهير بهذه الأخطاء وفضح المساوئ، وإنما هدفنا هو إعطاء أهمية لمثل هذه الامتحانات كباقي امتحانات المستويات الإشهادية الأخرى من جهة، والاستفادة من هذه الأخطاء وعدم تكرارها من جهة ثانية ورسالة إلى المكلفين من أجل الحرص على إعادة مراجعة الامتحانات أكثر من مرة قبل طبعها وتوزيعها على المؤسسات التعليمية من جهة ثالثة.
والمثال، موضوع هذه الحالة، مقتبس من امتحان الرياضيات بإحدى المديريات الإقليمية، نرجو ان تصل الرسالة إلى المكلفين بإعداد الامتحانات حتى لا تتكرر هذه المهزلة التي تسيء إلى المدرسة وأطرها... يمكن تحميل هذا الامتحان من هنا لمن أراد الاطلاع عليه.
سننتقل بكم الآن، إلى التعرف على هذه الأخطاء التي تم رصدها في امتحان الرياضيات موضوع النقاش:
الخطأ الأول: عدم تخصيص مكان للإجابة عن سؤال وضع وإنجاز العمليات:
👈 في الآونة الأخيرة، يتم الإجابة عن أسئلة كثير من الامتحانات على نفس الورقة التي توزع على الممتحنين، ونفس الأمر يتعلق بهذا الامتحان موضوع النقاش، والدليل على ذلك أنه تم تخصيص مكان للإجابة عن الأسئلة الأخرى بل أكثر من ذلك تم تخصيص مكان لكتابة الاسم ورقم الامتحان على نفس الورقة، لكن، المثير للانتباه، أنه لم يتم تخصيص حيز للإجابة عن السؤال الأول المتعلق بوضع وإنجاز العمليات الأربع (الجمع والطرح، الضرب، القسمة)، لأن السؤال هنا يتعلق، كما ورد في الإطار المرجعي، بوضع العمليات ثم إنجازها وليس كتابة النتيجة فقط دون الوضع.
وبعد مشاورات المداومين والملاحظين أثناء الامتحان تم التوصل بحل وهو: إنجاز التمرين على ورقة بيضاء يتم إرفاقها مع ورقة الامتحان،، مما سبب في مشكل آخر هو أنه خلال عملية التصحيح عاين بعض الأساتذة المصححين أوراقا كتب فيها أسماء بعض المتعلمين الشيء الذي يتنافى مع سرية الامتحان وكشف هوية الممتحن، هذا إضافة إلى ضياع أوراق أخرى مما سبب في حرمان الكثير من النقط المخصصة لهذا التمرين
◀كل هذا يمكن تجنبه، لو تم مراجعة الامتحان وتخصيص حيز مناسب لإنجاز التمرين.
الخطأ الثاني: استعمال الفاصلة تارة والنقطة تارة أخرى للفصل بين الجزء الصحيح والعشري في كتابة العدد العشري.
👈 من بين الأسئلة المتكررة التي تلقاها المداومين على الامتحان من طرف الممتحنين، أسئلة حول معنى النقطة التي كتبت بين عددين، هل تعني فاصلة؟؟
لذا من الأحسن للفصل بين الجزء الصحيح والجزء العشري استعمال إما الفاصلة أو النقطة لجميع الأعداد وليس مرة فاصلة ومرة نقطة، لأن هذا يسبب في ارتباك الممتحن ولا يعرف ماذا يفعل. ومن الأحسن استعمال الفاصلة بدل النقطة لأنهم اعتادوا استعمالها خلال إنجاز أنشطة الكتب المدرسية.
الخطأ الثالث: عدم تخصيص حيز كاف للإجابة عن السؤال الثاني الخاص بالأعداد الكسرية.
👈 وهذا المشكل كثيرا ما نواجهه أيضا في كراسات الرياضيات، فتداخل أجوبة المتعلمين مع الأسئلة يشوه منظر وجمالية الكراسات كما يرسخ في نفوس المتعلمين العشوائية وسوء التنظيم، لذا يجب إعطاء المساحة الكافية حتى يتمكن المتعلم من الإجابة بكل أريحية.
الخطأ الرابع: استعمال علامة ناقص (-) للفصل بين الأعداد في التمرين الثالث الخاص بالترتيب.
👈 يجب عدم تعويد المتعلمين على استعمال الرمز ناقص (-) للفصل بين الأعداد لأن هذا الرمز يستعمل فقط للتعبير عن عملية الطرح، فللفصل بين الأعداد من الأحسن استعمال النقطة الفاصلة ( ; )
الخطأ الخامس: طريقة طرح السؤال المتعلق بالترتيب.
👈 السؤال المطروح هو: رتب تزايديا الأعداد التالية، فلو قام أحد الممتحنين بترتيب هذه الأعداد تزايديا من اليسار إلى اليمين دون استعمال الرمز، فجوابه يعتبر صحيحا، لأن السؤال لم يطلب استعمال الرمز. الطريقة الصحيحة لطرح السؤال هي: رتب الأعداد التالية ترتيبا تزايديا باستعمال الرمز المناسب: ( < أو >)
الخطأ السادس: طبيعة السؤال المطروح في المسألة المتعلقة بالتناسبية (السؤال الخامس)
👈 المسألة هنا متعلقة بسلم التصاميم والخرائط، لكن طريقة طرح السؤال ليست مناسبة، فالسؤال المطروح هو: احسب طول وعرض الملعب بالمتر. فالجواب المباشر عن هذا السؤال هو القيام بتحويل 4cm إلى المتر أي 0,04m بالنسبة للطول وتحويل 2,6cm إلى المتر أي 0,026m بالنسبة للعرض، فلو أجاب أحد الممتحنين بهذه الطريقة يكون جوابه صحيحا لإن السؤال المطروح، كما أشرنا إلى ذلك، هو حساب قياس الطول والعرض بالمتر، فالطريقة الصحيحة التي يجب طرح بها السؤال هي: احسب الطول والعرض الحقيقيين للملعب بالمتر (m).
الخطأ السابع: طريقة صياغة السؤال المتعلق بإنشاء زاوية ومنصفها
👈 طريقة صياغة هذا السؤال ليس خطأ، وإنما لو قام أحد الممتحنين برسم زاوية ومنصفها فقط باستعمال المنقلة (أي عدم ظهور علامات استعمال الأدوات الهندسية المناسبة) فإن جوابه صحيح ويستحق أيضا النقطة كاملة، فمن الأحسن هنا طرح السؤال بهذه الطريقة:
باستعمال الأدوات الهندسية المناسبة، أنشئ نصف المستقيم [OT) منصف الزاوية(BOA) التي قياسها °120.
الخطأ الثامن: طريقة طرح السؤال المتعلق بتحديد قياس الزاوية بتوظيف قاعدة مجموع زوايا مثلث أو رباعي ( السؤال 7)
👈 السؤال المطروح على الشكل التالي: ... فما هو قياس الزاويتين B وC؟ تم صياغة هذا السؤال بشكل غير مناسب وذلك لثلاث اعتبارات:
أولا: يجب إضافة رمز الزاوية وكتابتها بهذا الشكل:B̂ وعدم الاكتفاء بكتابة الحرف فقط حتى يميز المتعلم بين النقطة والزاوية، أو كتابة السؤال بتعبير آخر مثلا: فما هو قياس الزاوية التي رأسها B؟
ثانيا: الذي يفهم من هذا السؤال ليس هو تحديد قياس الزاوية B̂ والزاوية Ĉ وإنما تحديد مجموع قياس الزاويتين معا، فحرف العطف (و) يفيد الجمع بين شيئين، وهذا يعني أنه لو كتب أحد الممتحنين هذا الجواب : °130=°70-°180 دون أن يقوم بقسمة النتيجة على 2 فجوابه صحيح. لذا من الأحسن طرح السؤال بهذه الصيغة: ... فما هو قياس الزاوية B̂ وقياس الزاوية Ĉ؟
ثالثا: لو كتب الممتحن الجواب مباشرة بدون تعليل، فجوابه أيضا صحيح، لإن السؤال هنا طلب منه تحديد قياس الزاوية فقط، يعني أن الممتحن يمكن أن يقوم برسم الشكل على مسودته ثم يقوم بقياس الزاوية باستعمال المنقلة.. فجوابه في هذه الحالة صحيحا ويستحق النقطة كاملة. لكن هذا خارج عما ورد في الإطار المرجعي فيما يتعلق بهذا السؤال: حساب قياس زاوية معينة بتوظيف قاعدة مجموع زوايا مثلث او رباعي. لذا من الأحسن كتابة السؤال بالصيغة التالية:
... بدون استعمال المنقلة، ما هو قياس كل من الزاوية B̂ والزاوية Ĉ؟
الخطأ التاسع: الشكل الذي يطلب إنشاء مماثله في التمرين التاسع
👈 من خلال الاطلاع على هذا الشكل يتبين أنه غير مناسب من خلال اعتبارين اثنين:
أولا، الشكل الهندسي هنا عبارة عن شكل سداسي، مخالف لما ورد في الإطار المرجعي في ما يتعلق بالتماثل المحوري، فالشكل يجب أن يكون إما مثلثا أو رباعيا.
ثانيا، الشكل أزيح قليلا عن الشبكة مما جعل رسم مماثله معقدا بالنسبة للمتعلمين الذين اعتادوا على حساب التربيعات لرسم المماثل، لا ندري هل تم ذلك عن قصد أم عن خطإ، إن كان عن قصد فهذا يخالف أيضا ما ورد في الإطار المرجعي في ما يتعلق بهذا السؤال لأن الشكل يجب أن يكون على الشبكة التربيعية ( أي أن رؤوس الشكل وأضلاعه مطابقة مع خطوط الشبكة ونقط تقاطعها) وإن كان خطأ مطبعيا فالمرجو من المكلفين الاطلاع على الامتحانات قبل طباعتها وتوزيعها.
الخطأ العاشر: السؤال الثاني على ورقة عناصر الإجابة مخالف لنفس السؤال الموجود في ورقة الامتحان.
السؤال الثاني على ورقة الامتحان هو : احسب ما يلي:
والسؤال الثاني على ورقة عناصر الإجابة هو: احسب واختزل ما يلي:
👈 هذا يعني أن الممتحن غير مطالب بالقيام بعملية الاختزال، لكن أثناء عملية التصحيح يجب اعتبار الأجوبة التي لم يرد فيها الاختزال أجوبة ناقصة...
الخطأ الحادي عشر: طريقة كتابة الجواب بالنسبة للسؤال السابع.
👈 هذه الأخطاء غير مقبولة في الوثائق الرسمية مثل ما نحن بصدده الآن، فالامتحان وعناصر الإجابة من الوثائق الرسمية التي يطلع عليها العموم من المهتمين ويتم الرجوع إليها في كل حين، ربما هناك من يقول أنه مجرد خطأ صغير لا يستحق كل هذا الكلام، فدعني أقول له هل: 55=110؟؟
ولو تم كتابة الجواب على هذا الشكل فهو أيضا غير مقبول: 55=2÷110=70-180 لأن في الأخير 55 لا تساوي 70-180
في هذه الحالة يجب كتابة العملية الأولى في سطر والرجوع إلى سطر آخر وكتابة العملية الثانية:
110=180-70
55=2÷100
الخطأ الثاني عشر: كتابة عدد خاطئ في الجواب الخاص بتحويل المساحات
👈 وهذا يعني أيضا أن على المصحح أن يقوم بتصحيح ورقة عناصر الإجابة المقدمة إليه قبل البدء في تصحيح أوراق الممتحنين،
❃❃❃
نعم، يمكن أن ترتكب أخطاء، لكن ما نؤكد عليه هو إعطاء الأهمية الكبرى لهذا المستوى كباقي المستويات الأخرى التي يمر فيها إعداد الامتحانات عبر مراحل من بينها إنجاز الامتحان من طرف أساتذة غير الذين وضعوا الامتحان حتى يتم التأكد من وجود أي خطأ أولا وثانيا للتأكد أيضا من أن مدة الإنجاز كافية أو يتم تقليص بعض الأنشطة... في نظركم هل تم ذلك في هذا الامتحان؟؟؟
في المقابل أضع بين أيديكم نموذجا آخر لامتحان إقليمي لدورة يوليوز 2024 لمديرية أخرى، قصد المقارنة بينها وبين النموذج الذي نحن بصدده لتتأكدوا مما سبق ذكره من خلال النقر على الرابط من هنا.
إضافة إلى ذلك، في هذا الامتحان، هناك غياب لمعاير دقيقة في التصحيح، فمثلا بالنسبة للسؤال الخاص بالأعداد الكسرية على ثلاث نقط، الذي قام فقط بإنجاز عملية الطرح أو عملية الجمع ألا يستحق جزءا من هذه النقطة؟؟ كل هذا يجب أن يذكر على ورقة عناصر الأجوبة بالتفصيل وبنقطها الجزئية،، وقد تطرقنا إلى هذا الأمر بشكل مفصل في تدوينة سابقة حول معايير تصحيح امتحان الرياضيات يمكنكم الرجوع إليها من هنا لأخذ فكرة حول كيف يمكن وضع عناصر الإجابة مع النقط الجزئية والكلية لكل نشاط في الامتحان.
وفي الأخير، نتمنى أن تصل الرسالة إلى المهتمين بهذا الشأن وأن يعطوا الأهمية الكبرى لوضع الامتحانات في جميع المواد وفي جميع المستويات الإشهادية، لأن أي استهتار من جانب المدرسة وأطرها يقابله لامبالاة من قبل المتعلمين وأوليائهم.
المرجو عدم نشر تعليقات غير مناسبة للمحتوى