رياضياتـــي رياضياتـــي
recent

الـجــديـــد

recent
جاري التحميل ...

المرجو عدم نشر تعليقات غير مناسبة للمحتوى

قصة وعبرة

 الكثير منا عاش تجارب حياة مهمة، فمنا من استفاد منها وأخذ العبر والتجارب لتجنب الوقوع في نفس الأخطاء والوصول إلى أفضل النتائج... وتبقى قصص الأخرين  لا تقل أهمية أيضا في حياتنا إذ بها نتعظ ونعمل بها ونتخذها درسا  أساسيا في الحياة، وبما أننا هنا ضمن موضوع التربية والتعليم نقترح عليكم قصة حقيقية لطفل عانى الكثير ولولا فطنة مدرسته ونباهتها لكان غير مرغوب فيه داخل المجتمع، وسنذكر في آخر هذه القصة العبر التي يمكن استخلاصها منها، وهذه رسالة إلى جميع المدرسين والمربيين.

قصة "تيدي ستودارد"


قصة "تيدي ستودارد"   

وقفت مُدرسة اسمها السيدة "تومسون"، يوما أمام تلاميذ الصف الخامس ابتدائي لتقول لهم بأنها تحبهم جميعاً ولا تميز بين واحدٍ وآخر. لكن في الحقيقة أن السيدة "تومسون" كانت تكذب! فكيف لها أن تحب التلميذ "تيدي" غير النظيف والمشاغب. فهو يفتعل المشاكل ولا يستحم إلا نادراً. جربت معه مختلف أنواع الطرق التربوية الحديثة، إلا أنها باءت بالفشل. عندها لم تجد بداً من فتح ملفه بالكامل لدراسته بشكل دقيق:

-  "تيدي" تلميذ ذكي يحب الضحك يقوم بكل واجباته، وهو مرتب ومهذب. هذا ما كتبته معلمة الصف الأول الابتدائي.

- في السنة الثانية ابتدائي ذكرت معلمة الصف: "تيدي" تلميذ ممتاز، يحب رفاقه. تعاني والدته من مرض خبيث، ولا شك أن ذلك ينعكس على نفسيته.

وتابعت السيدة تومسون قراءتها ووصلت إلى الصف الثالث ابتدائي:

- موت والدته كان فاجعة بالنسبة، له حاول "تيدي" أن يبذل جهده بالمدرسة إلا أن والده لا يهتم به. حياته داخل البيت ستؤثر على تحصيله الأكاديمي ما لم يتم تدارك المشكلة بسرعة. 

- وأضافت معلمة الصف الرابع ابتدائي: "تيدي" لا يظهر أي اهتمام للمدرسة لا يلعب مع رفاقه، وأحياناً ينام في الصف. 

وضّحت الصورة الآن لدى السيدة "تومسون" بعد أن عرفت حال تلميذها، وكم خجلت من نفسها عندما تذكرت بأنها أنّبته مراراً أمام رفاقه، ووضعت له الكثير من علامات الصفر على أوراقه.

بعد أن عرفت السيدة "تومسون" السبب وراء تدني مستوى التلميذ "تيدي" بدأت تقترب إليه شيئا فشيئا لتحاول تعويض ما فقده "تيدي" من حنان أمه التي فقدها وعطف أبيه الذي تخلى عنه. وفي إحدى المناسبات الاحتفالية توصلت السيدة "تومسون" بهدايا من تلاميذها بما فيهم "تيدي" الذي قدم لها هدية مغلفة بورق عتيق عكس الهدايا الأخرى المغلفة بأوراق وشرائط ملونة وجميلة، بدأ التلاميذ بالضحك عندما فتحت السيدة "تومسون" الهدية لتتفاجأ بسوار قديم وزجاجة عطر شبه فارغة، لكنها قطعت على تلامذتها حبل الضحك عندما تناولت العطر ورشت نقطتين على نفسها ثم وضعت السوار في معصمها وشكرته على هديته اللطيفة... بقي "تيدي" ملازما لمعلمته "تومسون" طوال الحفل لا يفترق منها، وقبل مغادرته للقاعة عند نهاية الحفل قال لمعلمته بحسرة: معلمتي رائحة عطرك تشبه رائحة أمي، هناك أحست السيدة "تومسون" أن السوار وقارورة العطر  كانا لأمه قبل وفاتها وبكت بكاء وأحست بحزن شديد، ومنذ ذلك اليوم انصرفت السيدة "تومسون" من تعليم القراءة والكتابة والحساب إلى بناء الإنسان.   

بدأت السيدة "تومسون" تولي "تيدي" ليشتغل ويعمل من جديد. كان يتجاوب معها بسرعة كلما سمع تشجيعها له. وفي نهاية السنة أصبح "تيدي" من أذكى أولاد الصف وأشطرهم. 

انتقل "تيدي" إلى المستوى الأعلى، ليجد معلمين جدد لكنه رغم ذلك لم ينس معلمته "تومسون"، وبعد مرور سنة كاملة تسلمت رسالة منه يخبرها فيها بأنها أفضل أستاذة مرت في حياته. 

مرت ست سنوات، استلمت منه السيدة "تومسون" رسالة ثانية يعلمها فيها بأنه تخرج من المدرسة الثانوية، وجاء في الترتيب الثالث على الدفعة، وبأنها ما زالت أحسن معلمة قابلها في حياته. 

وبعد أربع سنوات من ذلك، كتب لها مرة أخرى ليقول بأنه أنهى تعليمه الجامعي، وبأن اسمه ورد في لائحة الشرف وبأنه سيتابع دراسته العليا. ثم أضاف: ما زلت معلمتي المفضلة.

أربع سنوات أخرى مضت قبل أن يبعث لها من جديد برسالة رابعة يؤكد فيها بأنها ما زالت المعلمة المفضلة، إلا أن التوقيع هذه المرة كان يحمل اسم (الدكتور تيودور ستودارد)، وهو أحد أشهر الأطباء بالعالم. ومالك مركز(ستودارد) لعلاج السرطان.


القصة لم تنته عند هذا الحد لأن رسالة خامسة ستصلها مع مطلع الربيع يخبرها فيها بأنه: قابل فتاة أحلامه وبأنهما سيتزوجان في الصيف القادم، ويسألها إذا ما كانت توافق على حضور حفل زفافه والجلوس في المقعد المخصص لأم العريس؟ 

وفي موعد العرس، لم تنس السيدة "تومسون" أن تضع السوار الذي قدمه لها تلميذ الصف الخامس ابتدائي وهي تستعد لحضور حفل زفافه، وتأكدت جيداً قبل مغادرة البيت من أن ترش نفس العطر الذي وضعته والدة "تيدي" في آخر عيد قضاه الطفل مع أمه. وعند وصولها، ضمت السيدة تومسون الدكتور "تيودور" الذي همس في أذنها:

"شكراً يا سيدة تومسون لتشجيعي وإعطائي ثقة كبيرة بنفسي، لقد غيرت حياتي كلها ". أجابته وهي تمسح دموعها: "لا، أنت الذي غيرت لي حياتي، فقبل أن ألقاك، كنت أُعلِّم وأدرِّس، أما الآن فأنا أبني وأربي".

وهكذا انتهت قصة السيدة "تومسون" التي دارت أحداثها من سنوات عديدة في إحدى المدارس الابتدائية. والتي ناقشتها إحدى المشرفات التربويات عبر المحاور التالية:

 ❉ كيف أكون مربية ناجحة؟

 يمكن أن نكون مربيات ناجحات إذا آمنا بأن النجاح أمر ممكن وفي متناول أيدينا هذا من جهة، أما من ناحية أخرى، إذا أحسنا تطبيق أساليب وخطوات النجاح التي تبدأ وتنطلق من ذاتنا.

 فمن هي المربية الناجحة إذن؟

بالطبع هي التي تستطيع أن تجعل من كل طفل شخصية متميزة من خلال يقينها بأن لكل واحد طاقة وحلم و موهبة و قدرات.

 وما هي سمات المربية الناجحة؟

 هذه البعض منها:

👈 تقبل المسؤولية.

👈 القدرة على بناء القيم.

👈  ضبط النفس (التحكم في الشعور والأحاسيس).

👈  المرونة في التعامل.

👈  القدرة على إعطاء المثل الأعلى.

👈  الفصل بين الطفل وسلوكه.

 ما هي العوامل المؤثرة في التربية؟

من المؤثرة تأثيراً كبيراً في تربيتنا لأطفالنا:

👈 البيت هو الأساس التي تتم فيه عملية التنشئة الاجتماعية، فنحن نتاج تنشئتنا الاجتماعية.

👈 المؤسسة التربوية ذات دور كبير في تشكيل السلوك (في الخمس أو الست سنوات الأولى يتشكل السلوك بنسبة 80% أما بعدها فتبدأ عملية التعديل 20%.)

👈الإعلام، فمن مميزات الخصائص العمرية التقليد والمحاكاة، وهنا تكمن خطورة الإعلام الذي يقوم بتوجيه رسائله بشكل غير مباشر.

👈 الأصدقاء والزملاء.

 ثم كيف نربي أبناءنا اليوم؟

ولك أن تختار الجواب السليم عما يلي:

هل نربي أجسام الأطفال أم عقولهم أم أرواحهم؟ وهل نربي من أجل أنفسنا أم من أجل الآخرين أم لأجلهم؟ هل تربيتنا تربية عشوائية أم تربية منهجية ربانية، وهل تربيتنا تربية موقف أم تربية جوهر؟

  ما هي آفات التربية ؟

👈 الحرص الزائد والخوف على الأطفال مما يجعلنا لا نعطيهم فرصة لكي يخوضوا التجربة ليعرفوا أنه في هذه الحياة هناك الفشل والنجاح.

👈 الاستعجال، استعجال النتائج، والنتائج لا تأتي بسرعة خاصة إذا كنا نربي بحب.

👈إغفال عامل الزمن فهو كالذي يضرب بالصفر فتكون النتيجة صفر. قال عمر بن الخطاب "لا تربوا أبناءكم كما تربيتم، فهم خلقوا لزمان غير زمانكم".

 ماذا يحتاج الطفل من المربية؟ 

قد تكون الإجابات كما يلي:

👈 الحاجة إلى الحب والانتماء.

👈 الحاجة إلى الأمن والطمأنينة.

👈 الحاجة إلى الاحترام.

👈 الحاجة إلى تحقيق الذات من خلال اكتشاف امكانيات الطفل وقدراته.

 متى يحدث الخلل في التربية؟

حينما يتم التركيز على أحد مقومات الشخصية وإغفال باقي العوامل، مع أن مكونات الشخصية هي: المظهر الخارجي، القدرات العقلية، الروح، الحالة الاجتماعية، المواقف الانفعالية.

 كيف نساهم في تعديل المفاهيم السلبية؟ 

هناك خطوات يمكن اتخاذها لتعديل المفاهيم السلبية منها:

👈 اتخاذ القدوة الواقعية.

👈 تصحيح المفاهيم الخاطئة أولا بأول.

👈 تعزيز المبادرات الإيجابية.

👈 التدرج في معالجة الأخطاء.

👈 فتح باب الحوار.

👈 الإرشاد إلى بعض الطرق في حل الأزمات.

 ما هي طرق الثناء الجيدة؟ 

منها إذن ما يلي:

👈ليكن بسبب أو عمل قام به الطفل.

👈 مدح العمل والطفل معاً.

👈 الحذر من الثناء الأجوف.

 كلمات دالة و توجيهية للمربيات:

👈 إذا عاش طفلك في جو من التحمل تعلم الثقة بالنفس.

👈 إذا عاش في جو من التشجيع تعلم الصبر.

👈 إذا عاش في جو من المديح تعلم التقدير

👈 إذا عاش في جو من الرضى تعلم المحبة.

👈 إذا عاش في جو التقدير تعلم الرضى عن الذات.

(عن موقع  ميول تربوية بتصرف)


عن الكاتب

mafana-zih

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

رياضياتـــي

يمكنكم مراسلتنا من هنا سنقوم بالرد عليكم في أقرب وقت ممكن
كيف يمكننا مساعدتكم؟ ...
بدء المحادثة...