النظام التعليمي في سنغافورة، مراحل التعليم في سنغافورة، أطوار التعليم في سنغافورة، الرياضيات في سنغافورة، كتب ومراجع رياضية بالطريقة السنغافورية
مرحبا بكم من جديد...
في إطار الانفتاح على رياضيات العالم، يقترح عليكم موقع رياضياتي، منهجا من أجود المناهج التعليمية العالمية وأكثرها شهرة وأحسنها أداء، بفضله جعل الدولة تحتل مرتبة متقدمة في العالم ليس فقط في التعليم وإنما في الاقتصاد وكافة جوانب الحياة.
👈إنها سنغافورة، جزيرة صغيرة تقع في جنوب شرق آسيا، لا تمتلك موارد طبيعية، بعد حصولها على الاستقلال سنة 1965، واجهت مشاكل عميقة كالبطالة وأزمة الإسكان والفساد الإداري والركود الاقتصادي إضافة إلى كون الشعب السنغافوري مزيج من مجموعات غير متجانسة ترجع أصولها إلى الصين والهند والجزر الملاوية.
وفي غياب تام للموارد الطبيعية التي تعتمد عليها أغلب دول العالم لمواجهة مشاكل التنمية، قررت سنغافورة اللجوء والاعتماد على مورد آخر ألا وهو: "الإنسان"، باعتباره رأس المال والثروة الحقيقية التي يمكنها العبور بالبلاد نحو مستقبل اقتصادي مشرق...الأمر الذي تحقق فعلا، حيث استطاعت سنغافورة (Singapour)في وقت وجيز أن تكون ضمن مصاف الدول المتقدمة بفضل تطور نظامها التعليمي الذي ساهم في تكوين كفاءات وخبرات ساعدت في عملية البناء الاقتصادي للبلاد.
مراحل إصلاح التعليم السنغافوري
مر نظام التعليم في البلاد، كباقي دول العالم، بالعديد من الإصلاحات الجوهرية التي أساسها التحول إلى التعليم القائم على القدرات والكفاءات بالاعتماد على منهج نموذجي يعمل على استغلال القدرات والإمكانيات الخاصة لكل طفل أو طالب حسب موهبته وميولاته وتوظيفها في اكتساب المعارف وتنمية القدرات من خلال مساعدة الطلبة على اكتشاف مواهبهم، واستغلال طاقاتهم بأفضل شكل ممكن، والتعلم أكثر، وتحقيق نتائج جيدة... الأمر الذي دفع بالمهتمين إلى القيام بمبادرات إصلاحية أخرى تكمن في نهج تقسيم وتفييء الطلاب في مجموعات بناء على قدراتهم، وإعطاء المدارس والمؤسسات التعليمية الحرية الكاملة في إدارة شؤونها، وإشراك الطلاب في تصميم وتحضير المناهج الدراسية... وغيرها من الإصلاحات التي جعلت نظام التعليم في البلاد واحدا من أفضل أنظمة التعليم في العالم، حتى أصبحت التجربة السنغافورية في التربية والتعليم من التجارب الرائدة التي تستحق الوقوف عليها والتوقف عندها من أجل الاستفادة منه.
أهداف النظام التعليمي في سنغافورة
هذا، إضافة إلى كل ذلك، يهدف التعليم أيضا إلى تنشئة الأفراد على الأخلاق الحميدة واكتساب المهارات لتطوير هويات صحية، والتعرف على عواطفهم وإدارتها، وتنمية الشعور بالمسؤولية والرعاية والاهتمام بالآخرين، والتواصل مع الآخرين وتطوير علاقات إيجابية، والتعامل مع التحديات، واتخاذ قرارات مسؤولة، والتصرف لصالح النفس والآخرين والمجتمع، من خلال إكساب المهارات المرتبطة بالكفاءات الخمسة: الوعي الذاتي، الإدارة الذاتية، اتخاذ القرار المسؤول، الوعي الاجتماعي، إدارة العلاقات.
مراحل التعليم في سنغافورة
تبدأ الدراسة في سنغافورة في الثاني من شهر يناير من كل عام، وهناك عطلة لمدة أسبوع بعد الفصل الدراسي الأول والثالث بينما تستمر عطلة نصف العام لمدة 4 أسابيع وعطلة نهاية العام الدراسي لمدة 6 أسابيع.
تتمثل مراحل التعليم في سنغافورة في أربع مراحل رئيسية وهي: مرحلة ما قبل التمدرس، المرحلة الابتدائية، المرحلة الثانوية، مرحلة التعليم العالي.
↤مرحلة ما قبل التمدرس:
يلتحق الأطفال بدور الحضانة لمدة سنتين قبل أن يدخلوا المدرسة وذلك طبقا لبرنامج تعليمي للأطفال من عمر 4إلى 6 سنوات. ويشمل البرنامج اليومي الأنشطة التي تنمى المهارات اللغوية لدى الأطفال ومهارات الإعداد الأساسية والمهارات الاجتماعية، ومهارات الإبداع وحل المشكلات، والأنشطة الموسيقية والألعاب.
↤ المرحلة الابتدائية:
يلتحق الأطفال بالمدارس الابتدائية من سن السادسة، ويستمر التعليم في هذه المرحلة ست سنوات دراسية من الصف الأول إلى الصف السادس، كما توجد مدارس صباحية ومدارس مسائية ،ويتعلم الطلاب في هذه المرحلة ثلاث مواد أساسية هي اللغة الانجليزية واللغة الثانية (اللغة الأم ) والرياضيات . بالإضافة إلى مواد أخرى مثل الرسم والصناعات اليدوية والتربية المدنية والتربية الأخلاقية والبدنية والموسيقى والدراسات الاجتماعية، ويتم تدريس مادة العلوم ابتداء من الصف الثالث الابتدائي.
وفى نهاية المرحلة الابتدائية وفى الصف السادس يدخل كل التلاميذ امتحان إتمام الشهادة الابتدائية والتي تقيم قدرات التلاميذ للدخول للمرحلة الثانوية.
↤المرحلة الثانوية:
تمتد من أربع إلى خمس سنوات (أربع سنوات للمنهج المطور أو الفني. وخمس سنوات للمنهج الأكاديمي) ويدخل الطالب الصف الأول الثانوي (الصف السابع) عند عمر 13 سنة. وفى المرحلة الثانوية يوجد ثلاث اختيارات أمام الطلاب للدراسة في مناهج مطورة أو فنية (4 سنوات) أو مناهج عادية أكاديمية (خمس سنوات) وذلك بناء على تحصيلهم ودرجاتهم في المرحلة الابتدائية، والطلاب الذين يدرسون المنهج المطور يدرسون من 6-8 مواد دراسية (المستوى العادي للاختبارات)، أما الموهوبون فيمكن أن يدرسوا مادة تاسعة، والطلاب الذين يدرسون المنهج الأكاديمي العادي يدرسون مواد أكاديمية، بينما طلاب المناهج الفنية يدرسون مواد عملية وتطبيقية، وكلا المنهجين ينتهي بامتحان الشهادة العامة في سنغافورة.
↤ مرحلة التعليم العالي
تتراوح نسبة الطلاب الذين ينضمون إلى الجامعات السنغافورية للحصول على شهادة جامعية من 20% إلى 25% من إجمالي عدد الطلاب في مرحلة الدراسة ما قبل الجامعة وهم نخبة الطلاب، بينما يتجه حوالي 40% من الطلاب في تلك المرحلة إلى التعليم الفني للحصول على دبلومات مهنية، والبقية يلتحقون بسوق العمل ويسعون إلى تنمية مهاراتهم وخبراتهم من خلال التدريب المستمر.
الرياضيات في سنغافورة
قبل عام 1980، كانت سنغافورة تستورد كل مناهج الرياضيات من دول أخرى، لكن ابتداء من عام 1980، بدأت سنغافورة في اتخاذ نهج جديد لتدريس الرياضيات. بدلا من استيراد مناهج الرياضيات، بدأت في تطوير مناهج دراسة من خلال معهد سنغافورة (cdis) وفى الوقت نفسه، قامت وزارة التربية والتعليم بوضع أهداف جديدة لتعليم الرياضيات. وركزت هذه الأهداف على حل المشكلات، وفى عام 1982 تم إصدار أول منهج رياضيات سنغافوري للرياضيات الابتدائية.
وقد لفت النظام التعليمي السنغافوري الأنظار بعد أن نجح طلابهم في تحقيق مراكز متقدمة جدا في مسابقات الرياضيات العالمية، وخاصة أنهم حققوا المركز الأول للأعوام 1995، 1999، 2003 في مسابقة (timss) العالمية للرياضيات والعلوم، وحفزت هذه النتائج دولا عديدة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة أسرار تفوق الطلاب السنغافوريين في الرياضيات للاستفادة من تلك التجربة في تصميم المناهج، وتطوير طرق التدريس، وإعداد المعلمين المتمكنين الذين يسهمون في صقل المواهب وتنمية العقول.
ما يميز منهج الرياضيات في سنغافورة
يتميز المنهج من ناحيتين: أولا: التصور الذي يقوم عليه المنهج، وثانيا الكتاب المدرسي الموجه للطالب.
بالنسبة للتصور: ينطلق كمرحلة أولى، من تعرف المفهوم الرياضي عن طريق الملموس، اي كل ما هو حي وواقعي، بعد تمكن المتعلم منها ينتقل إلى مرحلة الصور الذهنية، اي مرحلة الصور والرسومات التي لها دلالة. ثم أخيرا، تأتي مرحلة المجرد، وهي الرموز الرياضية والنظريات، وهي ثمرة المرحلتين الأولى والثانية.
إضافة إلى ذلك، يهدف منهج الرياضيات تعليم الطفل كيفية حل المشكلات بطريقة منظمة ومنطقية، لذلك كثيرا ما نجد حل المسائل حاضرا في النهج،
وكمثال على ذلك،،
إذا تعلم الطفل جمع عددين باتباع الطريقة السابقة أي:
- من الملموس: حيث يتعلم الجمع بالمناولة عن طريق استعمال أشياء ملموسة من الواقع كالأقراص...
- نحو الصورة: حيث يتعلم الجمع من خلال صور عن طريق القيام بحساب مجموع أشياء داخل صور..
- ثم إلى المجرد: عن طريق إدراك مفهوم الأرقام والرموز الرياضية (علامة زائد)..
فسوف تأتي في آخر التدريبات مسائل مناسبة لمستوله في الفهم والإدراك يتطلب حلها توظيف القواعد التي تعلمها في الجمع، مثل: تحديد مبلغ مالي، عدد الأشخاص ...
ويعتمد في حلها على طريقة تمثيل المعطيات على شكل خطاطة تسهل مراحل الحل وهي ما يسمى في علوم التدريس بطريقة النمذجة (La modélisation).
هذا، ولم يغفل هذا التصور إعطاء الطفل الثقة بنفسه وتحفيزه على التعلم الذاتي، لذلك ثم صياغة البرنامج بالتدرج الذي يساعد الطفل على أن يشتغل على التدريبات دون مساعدة أو بأقل توجيه ممكن.
أما بالنسبة للكتاب: تمت فيه مراعاة هذا التصور، فهناك أنشطة تهييئية تمثل وضعية الانطلاق او التعرف على الدرس، وهي عامة صور لمشاهد عادية (أطفال يلعبون في الحديقة، أسرة تتناول الطعام) ويكون التمهيد المفهوم من خلالها.
بعدها تأتي تدريبات تطبيقية بسيطة لتزيد توضيح الدرس، ثم تكون التمارين التطبيقية الترميزية في النهاية.
وكمثال على ذلك يمكنك الاطلاع على إحدى الكتب المدرسية المعدة بالطريقة السنغافورية بالضغط على الرابط،
👈وهنا نسجل بعض الملاحظات القيمة حول الكتاب المدرسي: أولا، أنه يعتمد شخصيات لها أسماء، مما يجعل تلك الأسماء ترافق المتعلم خلال المستوى كاملا، والهدف من هذا هو ربط الرياضيات بالحياة اليومية وتصبح المسائل أكثر واقعية وأشد لفتا للانتباه، وثانيا تتميز الكتب عامة، بتوفير مساحة عمل كافية وتجنب الكثير من الألوان، وبالتدرج الذي يعطي للطفل مساحة للإنجاز واستشعار الثقة والتحمس لإكمال الوحدة كاملة.
نتمنى ان نكون قد استوفينا الحديث عن موضوع المقال حول نظام التعليم في دولة سنغافورة، فالحديث عن كل الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع لا يكفيه مقال واحد ولا يوم واحد، فهدفنا الأساس هو إلقاء نظرة عامة حول النظام التعليمي لدولة سنغافورة باعتباره من أحسن أنظمة التعليم في العالم وأخذ فكرة عنه وربما استثماره داخل مؤسساتنا التعليمية أو في بيوتنا مع أبنائنا، خاصة وأن الطريقة السنغافورية عرفت شهرة كبيرة وبالأخص في مادة الرياضيات خلال الأعوام العشر الأخيرة مع بروز حركات ودعوات إلى إعادة هيكلة وتطوير المناهج التعليمية.
وللمزيد من المعلومات، نقترح عليكم هنا تحميل بعض الكتب المدرسية التي اعتمدت الطريقة السنغافورية في إعدادها في دولة سنغافورة وفي بعض الدول العربية والأجنبية.
1- 101 Challenging Math Word Problems Book 1
2- 101 Challenging Math Word Problems Book 4
3- 101 Challenging Math Word Problems Book 6
4- Math CM2, La méthode de Singapore
5- Math CP, La méthode de Singapore
7- الرياضيات، الصف الثاني، وزارة التعليم في ليبيا-ج1
8- الرياضيات، الصف الثاني، وزارة التعليم في ليبيا-ج2
9- الرياضيات، الصف الخامس، وزارة التعليم في ليبيا
10- الرياضيات، الصف السادس، وزارة التعليم في ليبيا
تحميل المزيد من كتب الرياضيات من مكتبة الموقع عبر الرابط
المراجع المعتمدة في إعداد المقال:
- موقع:
https://ar.wikipedia.org/wiki/
- موقع
https://www.egyptsonline.com/2019/07/Singapore-education.html
- موقع
المرجو عدم نشر تعليقات غير مناسبة للمحتوى